يلجأ طبيب الأسنان عادة إلى إجراء جراحة زراعة الأسنان كبديل دائم للأسنان المفقودة أو التالفة؛ وذلك لاستعادة ابتسامة المريض،[١] بدلًا من اللجوء إلى أطقم الأسنان المتحركة، ففي جراحة زراعة الأسنان تُستبدل جذور الأسنان الطبيعية بأخرى اصطناعية تُشبه البراغي (الغرسات)، ومصنوعة من مواد آمنة ومتوافقة مع جسم الإنسان كمادة التيتانيوم، وتجدر الإشارة إلى تميُّز جراحة زراعة الأسنان عن غيرها من إجراءات طب الأسنان بتوفيرها قاعدة ثابتة للأسنان البديلة؛ حيث تندمج الغرسات المزروعة بعظم الفك وأنسجة اللثة، وهذا كفيل بإبقاء الغرسة في مكانها دون الحاجة إلى أي مواد لاصقة لتثبيتها،[٢] فيتمكن المريض مثلًا من تناول الطعام دون الخوف من تخلخل طقم الأسنان أو انزلاقه،[١] ولكن هل هذا يعني اللجوء إلى زراعة الأسنان بمجرد فقدان السن؟ ومن هم الأشخاص المؤهلون لزراعة الأسنان؟ ومتى يحتاج المريض زراعة لأسنانه؟


متى يحتاج المريض لزراعة الأسنان؟

في الحقيقة لا تناسب جراحة زراعة الأسنان جميع الأشخاص، فقد لا يلائم المريض الخضوع لعدة عمليات جراحية في الفم،[١] ومن الحالات التي قد يوصي بها الطبيب بالخضوع لزراعة الأسنان الآتي:

  • فقدان سن أو عدّة أسنان: وذلك مع عدم الرغبة أو القدرة باستخدام أطقم الأسنان المتحركة، أو غيرها من العلاجات المؤقتة، ومن الجدير بالعلم أنّ زراعة الأسنان هنا ضرورية، إذ إن فقدان سن أو خلعه دون تعويض مكانه قد يُسبِّب حدوث مشاكل أكبر بمرور الوقت، فهو يزيد من فرصة الإصابة بالعدوى، وقد يؤدي إلى تحرك الأسنان وإزاحتها عن مكانها، كما قد يحدث بعض التغيرات في شكل الوجه مع الوقت.[٣][٤]
  • عدم ملائمة أطقم الأسنان للمريض: قد يشعر الشخص بعد تركيب طقم الأسنان بالألم والانزعاج، وقد تتهيج لديه اللثة أيضاً، واستمرار هذه الأعراض قد يكون مؤشراً على عدم ملاءمة طقم الأسنان للمريض، وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بإجراء زراعة الأسنان التي تتميز بأنها أكثر أمانًا وراحة، فالأسنان المزروعة تعمل كما الأسنان الطبيعية دون أن تتحرك، وهذا يقلِّل من تهيُّج اللثة.[٥]
  • تلف الأسنان نتيجة الإصابة بعدوى: تُعدّ زراعة الأسنان خيارًا مناسبًا في حال تسبُّب العدوى بحدوث أضرار كبيرة في السن وتلفه، فتساعد زراعة الأسنان على التخلُّص من الألم، كما تقي من المضاعفات التي قد تحدث في حال إهمال علاج الالتهاب،[٦] كانتشار العدوى إلى الفك، وأماكن أخرى في الجسم.[٧]
  • ضعف العظام الداعمة للأسنان أو تآكلها: وقد ينجم ذلك عن التهاب دواعم السن المزمن (بالإنجليزية: Chronic periodontists)، وهو عبارة عن عدوى بكتيرية تؤدي إلى تلف الأربطة الداعمة التي تصل السن بعظام الفك، كما تلحق الضرر بعظم الفك السفلي، وفي هذه الحالة من الممكن أن تكون زراعة الأسنان حلًّا مناسبًا، إذ يُساعد وضع الغرسات في عظم الفك على تحفيز نموّ عظم جديد في الفك وإعادة بنائه.[٨]
  • تشقق الأسنان أو وجود كسور فيها: يُجري الطبيب تقييمًّا للسن لتحديد مدى الضرر الحاصل من التشقات، وبناءً على ذلك سيقرّر ما إذا كان بالإمكان إعادة هيكلة السنّ دون اللجوء لجراحة تصحيحية، أم إذا كانت جراحة زراعة السن هي الأنسب.[٨]
  • وجود صعوبة في مضغ الطعام بسبب فقدان الأسنان: وهذا قد يدفع المريض إلى تجنب تناول بعض الأطعمة تماماً، وفي هذه الحالة قد تكون جراحة زراعة الأسنان أحد الحلول الممكنة للتغلب على هذه المشكلة.[٩]
  • مظهر الوجه الغائر إلى الداخل: فقد يبدو الوجه غائرًا للداخل في منطقة الفم والذقن نتيجة استخدام أطقم الأسنان لفترة طويلة، ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ أطقم الأسنان لا تحفّز نموّ عظام الفك، فيستمر تآكل عظام الفك مع التقدم في العمر، ممّا يؤدي إلى ظهور هذا الشكل للوجه، أما غرسات زراعة الأسنان فتحفِّز نمو عظام الفك كما الأسنان الطبيعية.[٩]
  • حدوث مشاكل متكررة نتيجة تركيب جسر أو تاج للأسنان:[١٠] وتاج السن هو غطاء يضعه الطبيب فوق السن المتضرر، لتحسين مظهره وقوته، واستعادة شكله وحجمه الطبيعي،[١١] امّا الجسر فيستخدَم لتعويض السنان المفقودة.[١٢]

شروط الخضوع لزراعة الأسنان

ينظر طبيب الأسنان في حالة الأسنان المتضررة ويقيّمها لمعرفة ما إن كان من المناسب أن يخضع المريض لزراعة الأسنان، وبشكل عامّ يّعد الشخص مرشّحاً لزراعة الأسنان في حال انطبقت على حالته الشروط التالية:[١٣]

  • وجود واحد أو أكثر من الأسنان المفقودة.
  • نمو عظم الفك بشكل كامل،[١٣] وعادة يكتمل نمو عظم الفك على عمر 18-20 عامًا، وأحيانًا يكتمل في منتصف العشرينات من العمر.[١٤]
  • وجود كمية كافية من عظم الفك لتثبيت غرسات الأسنان المزروعة مكانها، وفي حال كانت عظم الفك هشًا أو غير سميكًا فيجب على المريض الخضوع أولًا لعملية التطعيمات العظمية (بالإنجليزية: Bone graft) لاستعاضة العظم المفقود، ومن ثم استئناف عملية زراعة الأسنان،[١٣] والتطعيمات العظمية هي إجراء جراحي ينطوي على استخدام أجزاء من العظام تؤخذ من مناطق أخرى في الجسم، أو من أنسجة عظمية مُتبرَع بها، أو من مواد مُصنَّعة لإجراء ترقيع وإصلاح للعظام المتضررة.[١٥]
  • امتلاك أنسجة فموية صحية.[١٣]




ينبغي أن يكون الفم بحالة صحية جيدة وخالٍ من أي تسوس في الأسنان أو أمراض في اللثة، وفي حال وجود أيّ من هذه المشاكل يجب حلها قبل إجراء زراعة الأسنان.


[١٦]


  • انعدام القدرة أو الرغبة بتركيب أطقم الأسنان.[١٣]
  • القدرة على الالتزام عدة أشهر بإجراءات عملية زراعة الأسنان، إذ إنها تحدث على عدة مراحل خلال فترة طويلة.[١٣]
  • أن لا يكون المريض مدخناً، حيث قد يُسهم التدخين في فشل زراعة الأسنان وحدوث بعض المضاعفات.[١٣]
  • سلامة المريض من بعض الأمراض كالعدوى، والأمراض المؤثرة في العظام، بالإضافة إلى بعض الأمراض المزمنة،[١٧] ومن أبرز هذه الأمراض ما يأتي:[١٨]
  • اضطرابات تخثر الدم.
  • السرطان.
  • السكري غير المنضبط.
  • مشاكل في الجهاز المناعي.
  • صرير الأسنان.[١٧]
  • الاضطرابات السلوكية أو النفسية.[١٧]
  • هشاشة العظام.[١٧]
  • الإيدز.[١٧]
  • عدم خضوع المريض لأي من العلاجات الآتية، بسبب زيادة احتمال حدوث مضاعفات من عملية الزراعة:
  • أدوية البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonates) المُستخدَم لعلاج هشاشة العظام، مثل: دواء أليندرونات (Alendronate)، ومن أسملئه التجارية: ®Fosamax.[١٧][١٩]
  • العلاج الكيميائي.[١٧]
  • العلاج الإشعاعي للرأس أو الرقبة.[١٧]


إيجابيات زراعة الأسنان

تتميز زراعة الأسنان بالعديد من الإيجابيات، وتشمل الآتي:[٢٠]

  • إمكانية استبدال الأسنان المفقودة دون التأثير في الأسنان المجاورة.
  • توفير بديل ثابت ومستقر عن الأسنان المفقودة، لاندماجها في بنية العظام.




يُمكن الحفاظ على الأسنان الاصطناعية المزروعة لتدوم لمدى الحياة، وذلك إذا تمتّ العناية بها بالشكل الصحيح، في حين تدوم البدائل الأخرى لعلاج مشاكل للأسنان (سواء كان تاجاً أو جسراً أو طقم أسنان) حوالي 5-15 سنة اعتماداً على مدى درجة العناية به.


[٢١]


  • منع ضمور العظام مكان الأسنان المفقودة.[٢٢]
  • الحصول على مظهر طبيعي للأسنان، كما تزيد من جمالية الابتسامة،[٢٠][٢٢] بالإضافة إلى الحفاظ على ملامح الوجه والعظام.[٢٣]
  • بلوغ معدل نجاح الزراعة نسبة عالية.[٢٣]
  • تحسين قدرة المريض على الأكل والمضغ،[٢٣] إذ إنها تمكّن المريض من تناول الأطعمة الصلبة بسهولة، فهي أقوى من الجسور أو أطقم الأسنان.[٢٢]
  • تحسين القدرة على الكلام، على عكس ما تسببه أطقم الأسنان من مشاكل في بعض الحالات كالتلعثم في الكلام عند تحركها من مكانها أو انزلاقها.[٢٤]
  • تقليل خطر حدوث تسوس الأسنان المجاورة، أو حدوث حساسية فيها.[١٧]
  • عدم الحاجة إلى إخراجها وتنظيفها كل ليلة كما في أطقم الأسنان.[١٧]
  • تحسين صحة الفم.[٢٤]




لا تتطلب زراعة الأسنان إحداث أي تغيير بالأسنان المجاورة كما في تركيب الجسور مثلاً، فتركيب الجسور يتضمن وضع سن اصطناعي مكان السن المفقود، ويتم تثبيته من خلال تيجان تُوضَع على الأسنان المجاورة، أمّا في حال زراعة الأسنان ستُترك الأسنان المجاورة السليمة كما هي، وأيضاً تتيح زراعة الأسنان إمكانية تنظيف الأسنان والوصول إلى المناطق بين الأسنان بكل سهولة كما في الحالات الطبيعية، وهذا يساهم في تحسين صحة الفم على المدى الطويل.


[٢٥][٢٦]


ماذا يحدث إذا لم يتم استخدام زراعة الأسنان؟

من الممكن أن يترتب على عدم الخضوع لزراعة الأسنان العديد من النتائج السلبية، ومن أبرزها ما يأتي:[٢٧]

  • ضمور العظام: قد تتسبب الأسنان المفقودة لمدة سنة دون وضع بديل اصطناعي لها بضمور العظام، وهذا يعني انخفاض كثافة العظام وارتفاعها، وبالتالي سيحتاج المريض إلى إجراء تطعيم عظمي قبل إجراء زراعة الأسنان، وهذا يزيد من تكلفة الجراحة، أما في حال إهمالها أكثر سيزداد ضمور العظام مع الوقت.
  • تحرك وإزاحة الأسنان الأخرى السليمة: نظرًا لأن الأسنان في الفم جميعها تعمل معًا، فإنّ إصابة أيّ سن بالضرر أو فقدانه قد يؤدي إلى تحرك الأسنان الأخرى، وهذا يحدث تدريجيًّا، لذلك قد لا يلاحظه المريض مباشرة.
  • زيادة خطر الإصابة باضطرابات المفصل الفكي الصدغي: (بالإنجليزية: Temporomandibular joint pain) واختصارًا (TMJ) وهي حالة تؤدي إلى الشعور بألم مزمن في الفك، وقد يحدث نتيجة تحرك الأسنان بعد فقدان أحدها وعدم تعويضه.



المراجع

  1. ^ أ ب ت "A Cosmetic Dentist Explains Who Is Eligible for Dental Implants", artdentistrync, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. "Dental Implant Guide: Costs, Process, Risks & More", smile, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. "3 Risks of Not Replacing Missing Teeth", Vanyo dentistry, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  4. "When Are Dental Implants Necessary?", implantdentistirvine, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  5. "5 signs your patient might need dental implants", dentistryiq, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  6. "Tooth abscess", mayoclinic, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Who Needs Dental Implants?", klamathsmiles, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "9 Warning Signs You May Need Dental Implants", smilesatfairfaxcorner, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  9. "DENTAL IMPLANTS", alexjonesdentistry, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  10. dental crown is a tooth -shaped "cap",gum line. Why Is a Dental Crown Needed? "Dental Crowns", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  11. "What Is a Dental Bridge?"، verywell health، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Dental implant surgery", mayoclinic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  13. "What Is the Minimum Age for Dental Implants?", innovativeoralsurgery, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  14. "Bone Grafting", hopkinsmedicine, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  15. "What is the right age for dental implants?", click4teeth, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "What to know about dental implants", medicalnewstoday, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  17. "What is the right age for dental implants?", click4teeth, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  18. "Bisphosphonates", Drugs.com , Retrieved 10/7/2021. Edited.
  19. ^ أ ب "Dental Implants Procedure, Types, Problems, and Cost", medicinenet, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  20. "Dental Implant Guide: Costs, Process, Risks & More", smile, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  21. ^ أ ب ت "Dental Implant Guide: Costs, Process, Risks & More", smile, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  22. ^ أ ب ت "5 Reasons Why Dental Implants Are So Popular", dentistry.uic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  23. ^ أ ب "Dental Implants", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  24. "Dental Implants", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  25. "What Is a Dental Bridge?", verywell health, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  26. "When are dental implants necessary?", southlanddentalcare, Retrieved 15/6/2021. Edited.