لماذا يستخدم التيتانيوم في زراعة الأسنان؟

منذ ستّينات القرن الماضي، أصبح التيتانيوم (بالإنجليزية: Titanium) أحد المواد المعدنية الحيوية المشهورة؛ وذلك بسبب امتلاكه للعديد من الخصائص التي جعلته خيارًا مفيدًا في العديد من التطبيقات الميكانيكية الحيوية، ومن هذه التطبيقات طب الأسنان.^[١]

لماذا يستخدم التيتانيوم في زراعة الأسنان؟

يُعد كلًا من التيتانيوم وسبائك التيتانيوم خيارًا مناسبًا للاستخدام في زراعة الأسنان وصناعة الأطراف الاصطناعية؛ وذلك بسبب امتلاكها للعديد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية،^[١] وتتضمن أسباب استخدام التيتانيوم بشكلٍ واسعٍ في زراعة الأسنان ما يلي:

• التوافق الحيوي: فالتيتانيوم يندمج بشكل فعّال للغاية مع العظام دون أن يُسبب أي آثار سلبية وضارة على الجسم، كما أنه لا يُسبب الحساسية، ولا يُعد سامًا أيضًا، وبالتالي من الممكن أن تبقى زراعة الأسنان المصنوعة من التيتانيوم في مكانها لمدة 30 عامًا أو أكثر دون أن تُسبب أي مضاعفات.^[٢]
• متين جدًا: يجب أن تكون زراعة الأسنان قوية ومتينة لتتحمل قوة عض الفك والمضغ؛ فاستخدام التيتانيوم لزراعة الأسنان يُعد خيارًا جيدًا نظرًا لامتلاكه قوة تحمل عالية جدًا مقارنة بأنواع المعادن الأخرى، لذا من النادر أن تحدث الكسور في غرسات التيتانيوم فهي شديدة المقاومة بالنسبة للقوى الخارجية.^[٣]
• مضاد للتآكل: يتميز التيتانيوم بخصائصه المضادة للتآكل التي لا يُعلى عليها؛ فالطبقة الرقيقة الخارجية تتكون من أكسيد خامل غير ضار يتمتع بخصائص مضادة للتآكل أكبر بكثير من الفولاذ المقاوم للصدأ، الأمر الذي جعلها طبقة مقاومة للعديد من العوامل الخارجية التي قد تُسبب التآكل.^[٤]
• عُمره طويل: معظم الأشخاص الذين أجروا زراعة الأسنان المصنوعة من التيتانيوم، يُمكن أن تبقى لديهم هذه الغرسات لفترات طويلة من الزمن، والتي من الممكن أن تستمر مدى الحياة في حال رعايتها والاهتمام المناسب بها، ويشمل ذلك الحفاظ على نظافة الفم المناسبة، وإجراء فحوصات الأسنان الدورية والمنتظمة.^[٥]
• ارتفاع نسبة نجاحه: تختلف نسب نجاح استخدام التيتانيوم لزراعة الأسنان من دراسةٍ لأخرى، إلا أن جميع الدراسات تُفيد بأن زراعة الأسنان باستخدام التيتانيوم يُعد إجراءً ناجحًا، ووفقًا لما نشرته بعض الأبحاث فإن معدل النجاح يفوق الـ %95.^[٥]

مزايا استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان

فيما يأتي بيان لأهم مزايا استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان:^[٦]

• خفيف الوزن.
• يُعد التيتانيوم معدنًا خاملًا لا يتفاعل مع المعادن أو المواد الكيميائية الأخرى.
• لا يوجد له أنسجة حية، وهذا ما يجعله مقبولًا في الجسم.
• يتميز التيتانيوم بكونه معدنًا ذو ليونة مرتفعة مقارنةً بالمعادن الأخرى، الأمر الذي يُسهّل تشكيله في أفواه الأشخاص لتناسبهم بشكل أفضل.
• يُعد سعره مقبولًا، ومعقولًا، وثابتًا، ومستقرًا.
• يتآكل بدرجة قليلة جدًا في رطوبة ودرجة حموضة الفم، والتي تتراوح ما بين 5.6 - 7.9.
• يتميز بانخفاض الموصلية الحرارية، بمعنى أنه لا ينقل الحرارة من خلاله، وبالتالي لن يُسبب تفاقم درجات الحرارة المرتفعة، أو البرودة الشديدة داخل فم الشخص.
• يسمع بمرور الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays) من خلاله ويمتصها بسهولة، مما يجعله يظهر في صورة الأشعة السينية بلونٍ داكنٍ، وعندما يمتص الأشعة السينية فإنه يقوم بإرسال أشعة إشعاعية أقل إلى الجسم.

سلبيات استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان

فيما يأتي بيان لأهم سلبيات استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان:^[٣]

• ارتفاع التكلفة: فاستخدام التيتانيوم لزراعة الأسنان لا يُعد مُنخفض التكلفة، ولكنه يُعد أرخص من العديد من البدائل الأخرى، لذا يُفضل استخدامه للزراعة.
• التحسس تجاه التيتانيوم: يعاني عدد قليل من الأشخاص من الحساسية تجاه التيتانيوم، علمًا أنه لا توجد مادة في العالم لا يتحسس منها بعض الأشخاص، ولكن يُعد التحسس تجاه التيتانيوم أقل بكثير مقارنةً بالبدائل الأخرى.
• التسمم: يُعد التسمم الناتج عن استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان أمرًا نادرًا؛ إذ يُمكن أن يحدث في فئات قليلة جدًا من الأشخاص.

الفرق بين استخدام التيتانيوم والزركونيوم في زراعة الأسنان

في بعض الحالات، يُمكن استخدام الزركونيوم (بالإنجليزية: Zirconium) لزراعة الأسنان بدلًا من التيتانيوم؛ إذ أنه لا يُسبب أي نوع من الحساسية، كما أنه يُعطي لونًا كلون الأسنان الطبيعي، مع احتمالية ظهور حدود مرئية للسن تحت اللثة ولكن بنسبة ضئيلة جدًا، بالإضافة لذلك فهو متوافق حيويًا مع جسم الإنسان، وبالرغم من قلة الدراسات والأدلة إلّا أن استخدام الزركونيوم قد يكون له معدلات فشل أعلى مقارنةً باستخدام التيتانيوم لزراعة الأسنان.^[٧][٨]

كيفية الحفاظ على الأسنان المزروعة

يُمكن الحفاظ على زراعة الأسنان لأطول فترة ممكنة من خلال ما يأتي:

• الحفاظ على نظافة الفم والأسنان من خلال اتّباع ما يأتي:^[٩]
• استخدام فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة.
• استخدام معجون أسنان لا يُسبب كشطًا في الأسنان للتخلّص من الجير.
• استخدام خيط الأسنان لتنظيف منطقة ما حول دعامات الغرسات.
• استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا.
• زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة، ومراقبة غرسات الأسنان وتنظيفها.^[١٠]