إنّ ظهور تصبّغات أو بقع على أسنان الأطفال لا يعني دائماً إهمال نظافة الأسنان، فالبرغم من اعتناء الوالدين بأسنان أطفالهم وتنظيفها بشكلٍ منتظم، وليس شرطاً أن تكون هذه التصبغات عبارة عن تسوسات في الأسنان، وسيدور الحديث في هذا المقال حول أسباب ظهور سواد على أسنان الأطفال وكيفية التعامل مع هذه الحالة.[١]

أسباب ظهور سواد على أسنان الأطفال

قد يُلاحظ أحياناً ظهور بقع أو تصبغّات بنيّة أو سوداء غامقة اللّون على الجزء الأمامي أو الظّاهر من أسنان الطفل، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة لعدّة أسباب، فيُمكن أن تظهر بسبب تناول الطفل لأنواع معيّنة من الأطعمة والمشروبات أو بسبب تناوله أدوية معينة، ولكن ظهور هذه البُقع أحياناً قد يكون علامةً على وجود مشاكل صحيّة شديدة متعلقّة بالأسنان، أو قد يكون دليلاً على نشوء تسوّسات داخل تجاويف الأسنان الداخليّة،[١] ويمكن تصنيف الأسباب المؤدية إلى ظهور بقع سوداء على الأسنان إلى مجموعتين، وهما:[٢]


العوامل الخارجيّة لتصبّغات الأسنان

تُعد العوامل الخارجيّة هي المسبّب الرئيسي لمعظم حالات البقع السوداء على أسنان الأطفال، وتُعرف بهذا المصطلح لأنّها تُصيب الطبقة الخارجية من الأسنان (طبقة المينا)، وتنشأ هذه التصبّغات عادةً نتيجة تناول أطعمة معيّنة؛ مثل الشوكولاته، والتوت، والمخلّلات، بالإضافة إلى الصلصات غامقة الّلون؛ مثل: صلصة الصويا أو الكاري، وبالرغم من أنّ صلصة الطماطم حمراء اللون إلاّ أنّ تناولها بشكلٍ مُتكرر يمكن أن يؤدي إلى نشوء بقع سوداء، وهناك أطعمة معينة أيضاً لها دور كبير في إلحاق الضرر بطبقة المينا؛ مثل الأطعمة الحمضيّة كالفواكه ومشروبات الطاقة، إذ إنّه عند حدوث ضعف في هذه الطبقة فإنّ ذلك يجعل الأسنان أكثر عرضة لنشوء التصبّغات.[٢]


العوامل الداخليّة لتصبّغات الأسنان

يُطلق على تصبّغات الأسنان الناجمة عن عوامل داخليّة مصطلح التصبّغات الداخلية، وهي تظهر وكأنّها شاملة ومحيطة بالسّن بأكمله من الداخل والخارج، فهذه التصبغّات تكون متوّغلة في طبقات السّن الداخليّة وموجودة بشكلٍ عميق داخل تكوين أو بُنية السّن نفسه، حيث تنشأ هذه التصبّغات مع تكوّن السّن أو أثناء نموّه عندما يكون الطفل رضيعاً، لذلك فإنّ التعامل مع هذه التصبّغات وإزالتها يشكّل تحديّاً كبيراً وأمراً صعباً مقارنةً بالتصبّغات الخارجيّة، ومن الأسباب التي تؤدي إلى نشوء هذه التصبّغات ما يأتي:[٢]

  • أخذ الطفل لبعض المضادات الحيويّة مثل، التيتراسايكلن (Tetracycline)، ودوكسيسايكلين (Doxycycline).[٢][٣]
  • تعرض الطفل لنسبة مرتفعة من الفلورايد في مرحلة تكوين السّن وبناء طبقة المينا.[٢]
  • تعرض السن لضرر أو إصابة؛ مثل: التعرض لسقوط أو ضربة مباشرة على السّن مما قد يؤدي إلى حدوث شق أو كسر فيه، أو التعرض لأيّة إصابة تؤدي إلى أضرار أو تلف بعصب السن؛ نظراً لأنّ ذلك قد يؤدي إلى زيادة تدّفق الدّم للمساعدة على عملية التعافي، فوصول الدّم للمنطقة المصابة بهذا القدر الكبير يمكن أن يساهم في نشوء بقع حمراء أو سوداء غامقة الّلون على الأسنان.[٢]


تسوّسات الأسنان

يمكن أن تظهر البقع السوداء على الأسنان نتيجة تشكل التسوسات؛ فوجود أو تراكم أي ترسبات أو ما يُعرف باللويحات السنيّة (Plaque)، يمكن أن يؤدي إلى تآكل أو تحطّم طبقة المينا، مما يزيد من فرص دخول البكتيريا إلى طبقات السن الداخليّة، وإحداث التهابات وتسوّسات بالأسنان.[١]




إنّ أسنان الطفل التي تكون ملطّخة أو مصبوغة بالكامل من الداخل والخارج، قد تكون علامةً على حدوث تحلّل أو اضمحلال تدريجي للسّن، أمّا البقع الخارجيّة السوداء على الأسنان الناتجة عن وجود التسوّسات فيمكن تمييزها عن التصبّغ الكامل للسّن؛ فهي قد تظهر فجأة، وخلال وقت قصير من نشوءها يمكن أن تصبح مؤلمة.



[٢]


كيف يمكن التعامل مع أسنان الطفل المتصبّغة؟

يتم التعامل مع أسنان الطفل المتصبغة بناءً على المُسبب، وغالباً ما يتم التخلص من التصبغات الخارجية عن طريق القيام بإجراءات روتينيّة بسيطة، وقد يستلزم الخضوع لبعض الإجراءات في عيادة الطبيب،[٢] أما إذا كانت ناتجة عن تسوسات أو مشاكل مُعينة فإنّ الأمر يستلزم مراجعة الطبيب ووضع الخطة العلاجية المناسبة لإزالة التسوسات والتعامل مع المشكلة التي تكمن وراء ظهور هذه المشكلة، وقد يُوصي الطبيب الطفل بالخضوع لتنظيف الأسنان الاحترافي للتغلب على هذه المشكلة.[٤]


كيف يمكن تجنّب ظهور تصبّغات بالأسنان؟

إنّ وجود روتين عناية بالأسنان منذ الصغر بمجرّد بدء تكوّن الأسنان، سوف يساهم في المحافظة على الأسنان وحمايتها وتقليل احتمالية نشوء بقع أو تصبغات على الأسنان أثناء نموها، وفيما يلي بعض النصائح لتفادي حصول هذه المشكلة:[٥]

  • استعمال قطعة قماش ناعمة ونظيفة لمسح الأسنان والّلثة بعناية ولطف بعد الرضاعة ابتداءً من عمر 6 شهور، ويمكن تنظيف الأسنان باستخدام كمية قليلة من المعجون الخالي من الفلورايد، بوضع كمية بحجم حبة الأرز تقريباً بمجرّد بلوغ الطفل سّن السنة والنصف.
  • الحرص على الاكتفاء بحليب الثدي أو الماء لسدّ عطش الطفل، وتجنّب إعطائه أي مشروبات سكريّة، مثل: العصير أو المشروبات الغازية، لأن ذلك سوف يزيد من احتماليّة ظهور التصبّغات.
  • متابعة الوضع العام لأسنان الطفل، وذلك باصطحابه إلى طبيب الأسنان ابتداءً من عمر سنة على الأقل مرة كل سنة، في سبيل الكشف عن وجود أي مشاكل وتجنب حدوث المضاعفات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت tartar is commonly the,it very difficult to remove. "What Does Black Tartar on My Child’s Teeth Mean?", youngandpolite.com, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "How to Prevent Black Stains on Teeth", www.mykoolsmiles.com, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  3. "Tooth Discoloration", my.clevelandclinic.org, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  4. "How to Clean Your Toddler’s Stained Teeth", mycandlewooddental.com, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  5. "Why Are Your Baby’s Teeth Stained? Tooth Discoloration in Babies", flo.health, Retrieved 3/8/2021. Edited.