يعرف صَريرُ الأسنان، أو طحن الأسنان، أو الجز على الأسنان (بالإنجليزية: Teeth Grinding or Bruxism) بأنّه حالة مُسبِّبة للطحن أو الشد على أسنانك، سواء كنت واعيًا لذلك أم لا، وهي حالة شائعة لدى الأطفال، إذ يقومون بالضغط على أسنانهم ليلًا أو نهارًا، خاصةً عند شعورهم بالقلق أو التوتر، ولكن لحسن الحظ تختفي هذه المشكلة لدى الأطفال عادةً بعد أن يفقدوا أسنانهم اللبنية، ويستبدلونها بالأسنان الدائمة،[١] فما هي أنواع صرير الأسنان؟ وما هي أسبابها؟



ما هي أنواع صرير الأسنان؟

يُصنف صَرير الأسنان بناء على الوقت الذي يحدث به، وعلى مدى إدراكك له، وفيما يلي بيان ذلك:[٢]

  • صرير الأسنان النهاري: أو صرير الأسنان أثناء الاستيقاظ، وهي الحالة التي تضغط بها على فكك وتشد على أسنانك أثناء النهار، مما يعني أنك مستيقظ ومدرك لهذه المشكلة، والتي عادةً ما تكون ناجمة عن مشاكل نفسية وعاطفية؛ مثل الشعور بالقلق والتوتر، والغضب من شيء ما، بالإضافة إلى أنَّ تركيزك على شيء معين، قد يؤدي بك إلى الشد على فكك وأسنانك.
  • صرير الأسنان الليلي: أو صرير الأسنان أثناء النوم، وقد يتسبب ذلك بأضرار ومشاكل عديدة؛ لأنك تقوم بسحب فكك والجز على أسنانك دون أن تدرك ذلك، وبالتالي لا تعرف مقدار قوة الشد لديك، والتي قد تصل إلى 250 رطلًا من القوة، وقد يسبب لك ذلك الصداع، وآلام الفك، ومشاكل الأسنان.


ما هي أسباب صرير الأسنان؟

قد لا يعرف الأطباء عادةً ما هو السبب الحقيقي لصرير الأسنان، ولكن هناك عدة أسباب محتملة قد تؤدي إليه، مثل:[٣][٤]

  • التوتر والقلق والضغوطات اليومية، بالإضافة إلى الشعور بالغضب، أو الألم، أو الإحباط.
  • وجود ميول عدوانية، أو متسرعة، أو تنافسية بشكل مفرط.
  • تناول بعض أنواع الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب، ومنها دواء فلوكستين (Fluoxetine)، واسمه التجاري: ®Prozac، وباروكستين (Paroxetine)، واسمه التجاري ®Seroxat، فقد تسبب صرير الأسنان كأحد أعراضها الجانبية.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • التدخين.
  • الشخير.[٥]
  • مشاكل في الأسنان: كاختلال اصفاف الأسنان.[١]
  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكحول، أو الكافيين بكميات كبيرة.[٥]
  • العامل الوراثي، فإذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من صرير الأسنان، تزداد فرصة الإصابة به.[٥]
  • اضطراب فرط النشاط خاصة لدى الأطفال.[١]
  • مشاكل صحية أخرى: مثل الشلل الدماغي.[١]
  • اختلال توازن مستوى الناقلات العصبية (المواد الكيمائية التي تنقل المعلومات بين الأعصاب في الدماغ).[٣]




يعد صرير الأسنان أمرًا شائعًا، خاصةً لدى الأطفال والمراهقين والشباب، إذ أشارت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Dental Press Journal of Orthodontics عام 2014 ميلادي أن 6-50% من الأطفال يعانون من صرير الأسنان أثناء الليل، وحوالي 4-15% من المراهقين، وتقل النسب مع التقدم في العمر لتصل حوالي 8% لدى البالغين، 3% لدى كبار السن.



[٦][٧]


أعراض صرير الأسنان

هنالك العديد من الأعراض أو المؤشرات التي تدل على أنك تعاني من صرير الأسنان خاصة أثناء الليل، وتجدر إلى أنّ الشخص الذي يعاني من الصرير لا يقوم بالشدّ على أسنانه طوال الليل، وإنما يكون ذلك على شكل نوبات متفرقة، والتي تحدث عادةً في وقت مبكِّر من النوم، وعادة يكون عدد قليل من النوبات في الليلة الواحدة، وفي بعض الحالات قد تصل إلى 100 نوبة، ويمكن بيان أعراض صرير الأسنان كالآتي:[٦][٢]

  • قيامك بحركات تشبه المضغ لكنها تستهلك قوة أكبر، وقد تكون واعيًا لذلك في حال حدوث الشدّ أثناء النهار.
  • سماع شريكك صوتًا عاليًا من أسنانك عندما تنام.
  • المعاناة من ألم في الفك والرقبة، بسبب شد العضلات أثناء نوبات صرير الأسنان.
  • المعاناة من صداع في الصباح.
  • وجود مشاكل في أسنانك دون سبب واضح لها.
  • المعاناة من النوم المتقطع.
  • المعاناة من أوجاع في أذنك.
  • وجود أسنان مؤلمة، أو مرتخية، أو مكسورة لديك.
  • المعاناة من ألم أثناء تناولك الطعام.


علاج صرير الأسنان

يتم علاج صرير الأسنان، بناء على السبب الكامن وراءه، فلا يوجد علاج واحد لجميع الحالات، وبالتالي يجب تحديد السبب أولًا، فلو كان السبب هو التوتر أو انقطاع النفس أثناء اليوم، فإن علاج هذا السبب سيُخلِصُكَ من صرير الأسنان، وإذا كنت تعاني من الصرير النهاري، فبإمكانك زيادة وعيك بالمشكلة حتى تتوقف عنها عندما تلاحظ ذلك، بالإضافة إلى الحصول على العلاج الطبيعي، والقيام ببعض التمارين، أما لو كنت تعاني من الصرير الليلي، والذي يعد خارجًا عن وعيك وإرادتك تمامًا، فستحتاج إلى استراتيجيات مختلفة.[٨] ويمكن بيان العلاج كالآتي:


نصائح عملية

تساعدك الممارسات الآتية على التخفيف من الألم الناتج عن الصرير، ومنها:[٦]

  • تجنب تناول العلكة والأطعمة الصلبة؛ لتقليل حركات الفك المؤلمة.
  • ضع كمادات ساخنة أو كيس ثلج على فكك.
  • قم ببعض تمارين الوجه، مثل تدليك وجهك في منطقة الرأس والرقبة؛ لتقليل توتر العضلات، ويُمكنك أيضًا الذهاب إلى أخصائي علاج طبيعي أو معالج بالتدليك لمساعدتك.


العلاجات الطبية

في كثير من الحالات لا تظهر الأعراض، لذلك لا يوجد داعٍ للعلاج، لكن إذا كنت تعاني من أعراض شديدة، فلا بد من العلاج الذي يشمل العديد من الخيارات والأساليب؛ لمنع تلف الأسنان، وتخفيف ألم الفك،[٦] ومنها ما يلي:

  • واقي الفم: يسمى أيضًا بالحارس الليلي (بالإنجليزية: Night guard)، وهي عبارة عن قطعة شفافة تغطي الأسنان، يُمكنك استخدامها للحفاظ على أسنانك مفصولة؛ وهذا لتجنب الضرر الناجم عن الصرير والطحن.[٩]
  • الجبيرة الفكية: واختصارها MAD، هي عبارة عن جهاز، تقوم بإدخاله في فمك قبل النوم، ليعمل على تثبيت الفم والفك في وضع معين؛ لمنع شد وطحن الأسنان.[٩]
  • تصحيح الأسنان: إذا كنت تعاني من حالة صرير أسنان شديدة، فإنَّ هذا يسبب تلف أسنانك، وحساسيتها، وعدم قدرتك على المضغ، مما يعني أنَّ عليك مراجعة طبيب الأسنان؛ ليقرر ما إذا كنت بحاجة إلى إعادة تشكيل أسطح مضغ أسنانك، أو استخدام تيجان الأسنان لإصلاح الضرر.[٩]
  • إدارة القلق والتوتر: إذا كنت تعاني من التوتر، فإنَّ هذا قد يكون سببًا لصرير الأسنان الليلي أو النهاري؛ لذلك عليك تعلم كيفية التخلص من التوتر، كممارستك للتأمل، وضبط استجابتك لمثيرات القلق، كما يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي للأرق ( CBT-I).[٩][٦]
  • أدوية مضادات القلق والاكتئاب: إذ يمكن لطبيبك وصف هذه الأدوية لمدة قصيرة. [٦]
  • مرخيات العضلات: قد يصف لك الطبيب مرخيات العضلات قبل النوم، ولمدة قصيرة؛ لتقليل الشد على الفك والأسنان.[٩]
  • تقنية الارتجاع البيولوجي: هي تقنية تستخدم إجراءات ومعدات مراقبة؛ لتعلمك كيفية التحكم في نشاط عضلات فكك.[٩]
  • حقن البوتوكس: إذا كنت تعاني من صرير الأسنان الشديد، ولا تستجيب للعلاجات الأخرى، فقد يصف لك الطبيب حقن البوتوكس؛ للحد من حركة العضلات في فمك.[٩][٦]




يمكنك أن تقوم ببعض الممارسات؛ لتقلل حدوث نوبات صرير الأسنان، وذلك كالاسترخاء قبل النوم، والنوم في غرفة باردة ومظلمة وهادئة، بعيدًا عن أجهزة التلفزيون، أو الكمبيوتر، أو أي شيء متعلق بالعمل، والقيام بحمام دافئ، والنوم على الجانب، وممارسة التمارين الرياضية.



[٨]


دواعي مراجعة الطبيب

ينصح بالذهاب إلى طبيب الأسنان أو الطبيب العام، إذا كنت تعاني من صرير الأسنان وبدأت تعاني من تلف أو حساسية الأسنان، أو إذا كنت تشعر بألم في فكك أو وجهك أو أذنك، أو إذا سمع شريكك صوت طحن أسنانك أثناء نومك؛ وهذا ليقوم طبيب الأسنان بفحص أسنانك وفكك بحثًا عن علامات صرير الأسنان، كما يمكنك مراجعة الطبيب العام إذا كان صرير أسنانك مرتبطًا بالإجهاد والتوتر، أو مشاكل لا علاقة لها بالأسنان.[١٠]




المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Teeth Grinding (Bruxism)", familydoctor, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Bruxism (Teeth Grinding)", clevelandclinic, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Bruxism", hopkinsmedicine, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  4. " Tooth Clenching or Grinding", aaom, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Teeth grinding"، betterhealth، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Teeth Grinding", sleepfoundation, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  7. "Prevalence of sleep bruxism in children: a systematic review", pubmed, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "What is bruxism, or teeth grinding?", medicalnewstoday, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Bruxism (teeth grinding)", mayoclinic, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  10. "Teeth grinding (bruxism)", nhs, Retrieved 3/8/2021. Edited.